ذكرالموت ورمضان والصيام

قبل المغرب بنصف ساعة وفي احدي أيام رمضان الماضية جلست أتفكر وخطر ببالي موضوع الموت ، وسألت نفسي هل أنني مستوعب الموت - نعم أعلم أنني سأموت عند إنقضاء أجلي وأن كل إنسان يعلم أنه سيموت - ولكن هل أستوعب ذلك فعلا وقلت لو أتاني ملك الموت في هذه اللحظة كيف سيكون حالي بالضبط وحاولت أن أستوعب ذلك فلم أستطع ، ولكني تذكرت أنه لا رجعة مرة أخري إلي الدنيا وأن عملي قد أنقطع الآ من ثلاثة هي الصدقة الجارية والعلم الذي ينتفع به والولد الصالح الذي يدعو لي كما جاء في الحديث الشريف - وتذكرت عذاب القبر وحساب يوم القيامة وهل اكملت استعدادي لذلك حيث تتمثل النجاة من عواقبهما سلامة العقيدة والبعد من موجبات عذاب القبر المتمثلة في النميمة وعدم الاستنجاء من البول والكذب والربا والزنا والغلول ( أخذ مال المسلمين وما يشابه ذلك من تسيب في العمل وغيره) ..... الخ – (وأسأل الله أن لا أكون من اولئك) - وأيضا ماذا عملت في حق الله عز وجل وفي حق العباد - وان يوم الحساب يحاسبنا الله عز وجل فيما قصرنا في حقه وأن رحمته وغفرانه يسبقان عذابه ، وقلت في نفسي إن غفر الله لي ما أرتكبته في حقه ، وبقي لي محاسبة الناس لي في هذا اليوم الذي مقداره خمسين ألف سنة وكم قابلت من البشر منذ أن بلغت الحلم وكم منهم أخطأت في حقه وما سيلي ذلك من أخذه من حسناتي أو القاء سيئاته علي في حالة نفاد حسناتي ، كل ذلك جعلني في شدة خوف ولكني سألت الله عز وجل السعادة في الآخرة وحسن الخاتمة في الدنيا وتذكرت أن صيام هذا الشهر العظيم إيمانا وإحتسابا يكون أجره عند المولي العلي القدير وأن هذا الثواب لا يخضع يوم الحساب ضمن محاسبة البشر لك ( أي لا يؤخذ من هذه الحسنات نتيجة ما أقترفت من خطأ في حقه – كما فسر ذلك العلماء) وعلمت عظمة هذا الشهر ويجب علي أن لا أفرط فيه وأن أعمل جاهدا لرضاء الله عز وجل باتباع أوامره وإجتناب نواهيه راجيا أن يغفر لي خطاياي ولعلي لا أحضر رمضان القادم --
اللهم تقبل منا صلاتنا وصيامنا وقيامنا وأغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار واختم لنا بخاتمة السعادة انك نعم المولي ونعم المجيب